تملك الشعوب في الأنظمة الديمقراطية حق معاقبة قادتها، إن لم يحققوا المأمول منهم في قطاعاتهم، أما نحن فلا نملك ذلك الحق لأن الشعب ليس له أي حق في إختيار قادته. صحيح أننا نختار بعضاً ممن يمثلوننا في المؤتمر، لكنهم أقلية مقارنة بجيش المشاركين بالصفة، الذين يضمنون إستمرار الواقع تماماً كما هو، و يقف أغلبهم سدا منيعاً أمام أي تغيير محتمل، فعدد ممثلي الشعب الحقيقيين يمثل أقل من نصف المؤتمرين بقليل، و بالتالي فحتى و لو اتحد ممثلي الشعب فإن الغلبة تبقى للمشاركين بالصفة في أي حال من الأحوال. بهذه الطريقة يضمن القادة إعادة تزكية أنفسهم دون شقاء يذكر. لكننا نتساءل هنا؛ ما دام الرئيس رئيسنا و الأمانة امانتنا فما المانع من أن نمنح حق التصويت المباشر عليهم، أم أن من يخشى الإقتراع المباشر يخشى الحقيقة.
على سياسيينا أن يدركوا أنهم الأكثر حظاً من بين نظرائهم في جميع أنحاء العالم، فهم لا يكلفون أنفسهم عناء الدخول في الحملات الإنتخابية بمفهومها الحديث القائم على إقناع الناخبين ببرنامج ثري، و ليست لهم أي معارضة سياسية تنافسهم على السلطة، و لا هم يخضعون للمحاكمة أو المتابعات القضائية، رغم ما اختلسه بعضهم من مال عام، و الحديث هنا عن أغلبهم و ليس جميعهم فمنهم المخلصون و إن كانوا يعدون على أصابع اليد الواحدة.
قرأنا البيان الختامي للمؤتمر بتمعن، ثم اعدنا القراءة علنا نجد بين سطوره ما يدلنا على أي إنتصار من الإنتصارات التي يروج لها البعض هذه الأيام.
على سياسيينا أن يدركوا أنهم الأكثر حظاً من بين نظرائهم في جميع أنحاء العالم، فهم لا يكلفون أنفسهم عناء الدخول في الحملات الإنتخابية بمفهومها الحديث القائم على إقناع الناخبين ببرنامج ثري، و ليست لهم أي معارضة سياسية تنافسهم على السلطة، و لا هم يخضعون للمحاكمة أو المتابعات القضائية، رغم ما اختلسه بعضهم من مال عام، و الحديث هنا عن أغلبهم و ليس جميعهم فمنهم المخلصون و إن كانوا يعدون على أصابع اليد الواحدة.
قرأنا البيان الختامي للمؤتمر بتمعن، ثم اعدنا القراءة علنا نجد بين سطوره ما يدلنا على أي إنتصار من الإنتصارات التي يروج لها البعض هذه الأيام.
أعاد البيان تذكيرنا بقرار محكمة العدل الأوروبية الأخير، و هو شيء نعلمه، كما أعاد نسخ نفس مقررات المؤتمر الثالث عشر من تقوية للإنتفاضة و دعم جاهزية الجيش و تعزيز عوامل صمود اللاجئين، فما الذي تحقق منها بين مؤتمرين؟ الإجابة بالتأكيد لا شيء، لقد بقيت حبر على ورق.
كما هدد البيان الختامي بالعودة إلى الكفاح المسلح، و هو تهديد أستعمل للمرة الألف، و لم يعد له أي مفعول من كثرة استعماله.
نقول إذن أنه من الإجحاف و الظلم إتهام الشعب بالقبلية أو الجهل لتبرير إعادة إنتخاب نفس الوجوه، فلو سمح للشعب بانتخاب قادته مباشرة ك لكانت النتائج مغايرة تماماً، لكن إستمرار هذه الطريقة تضمن للقادة الحاليون البقاء في السلطة مدى الحياة، ليجد الشعب نفسه بين سندان الإحتلال من جهة و الفساد و القبلية و تدمير مكاسبه من جهة أخرى.
ندرك جيدا أن القيام بنفس العمل و إنتظار نتائج مغايرة يعد من الغباء و السذاجة، لكننا قبل و بعد المؤتمر الأخير وجدنا أنفسنا ننتظر نتائج مختلفة، مع أن كل المؤشرات كانت توحي بألا شيء سيتغير، غير أن إنتظارنا نتائج مختلفة مرده إلى الإحباط و اليأس الذي أصاب شريحة واسعة من شعبنا سواء بمخيمات اللجوء أو بالأرض المحتلة، و إنعدام الأمل في إحداث أي تغيير قد يقود إلى تقوية المؤسسات الوطنية و إعادة هيبة الدولة التي تراجعت لصالح القبيلة، بعد أن تأخر الإستقلال أشواطاً.
و ختاماً نذكر القادة الحاليين لدولتنا، أو أغلبهم، أيام كانوا شباباً يافعين حين ثاروا على شيوخ "الجمعية العامة" التي نصبها الإستعمار الإسباني، بعد أن تمادى شيوخ تلك الجمعية في البحث عن مصالحهم، و ثراءهم على حساب معاناة شعبهم. اليوم و بعد أن شاخ في السلطة كل شبان الأمس، و انتفخت جيوب أغلبهم، نذكرهم بأن الثورة تولد من رحم المعاناة و أن ظلم ذوي القربى أشد وطأة و ألماً، و أن أرحام الصحراويات ولادة لشباب ثائرين مثلهم قبل أن يشتعل الرأس شيباً.
بقلم الصحفي: البشير محمد لحسن
